السّكوت من ذهب


واجه ثلاثة أشخاص حكما يقضي بإعدامهم بوضعهم على المقصلة ... 

وكان الأول رجل دين وقور  والثاني محامي مشهور أما الثالث فكان  عالم فيزيائي صاحب معرفة ودراية بالقواعد العلميّة , ويوم تنفيذ عقوبة الإعدام ......أحضروهم واحدا واحدا  لتنفيذ الحكم, و كان أوّل من جاءوا به رجل الدين وأعلموه  أنه إذا كان يريد أن يقول شيئا قبل تنفيذ حكم الإعدام , فأجابهم أنا لا أعرف شيئا بقدر معرفتي أنّ الله هو المنقذ، ثمّ ردّد : " اللّه اللّه اللّه هو الذي سوف ينجيني " , و أمام دهشة الجميع  نزلت المقصلة غير أنّها توقفت عند رأسه فأصيبوا  بالذّهول , وطلب القاضي بإطلاق سراحه لأن ّصراحته ويقينه بالله أنجياه , ثم جاء دور  المحامي بعد رجل الدين فأحضروه و سأله القاضي : " هل لديك ما تريد قوله قبل تنفيذ حكم الإعدام, فتمهّل قليلا ثم ردّ عليه : " أنا ليس لديّ علم  باللّه كما يعرفه رجل الدين ولكني في الحقيقة أعرف العدالة أكثر حيث يبدو حسب ما أرى أنّ العدالة هي التي سوف تنجيني,  و أمر القاضي به فوضعوه على المقصلة  و أنزلوها  عليه لكنّها توقّفت  في اللّحظات الأخيرة عند رأسه فتعجب الجميع وقالوا : " لقد صدق الرّاجل لمعرفته  بالعدالة أنجته  و طلب القاضي بالعفو عنه , ثمّ جاء دور   العالم الفيزيائي فسأله القاضي إن كان يريد أن يقول شيئا .. فقال:  " سيّدي القاضي أنا لا أعرف الله كما يعرفه رجل الدين وليس لديّ علم بالعدالة كما يعرفها المحامي ، و حسب ما لاحظت فإنّ معرفتهم أنجتهم من حكم الإعدام , ولكن الأمر ليس كذلك فهناك عقدة بالجبل تحول دون  نزول المقصلة , وبالفعل انتبه منفّذوا الإعدام إلى الخلل ووقع إصلاح العقدة ... ثمّ أمر القاضي بتنفيذ حكم الإعدام ... ووقع إنزال المقصلة فنزلت بسرعة على رأس الفيزيائي و قطعت رقبته في لمح البصر ...  وحزن أقاربه وأحباءه وتمنوا لو أنّه   سكت ولم ينطق بكلمة كما فعل الذين قبله . إنّ السّكوت دائما من ذهب و السّمكة التي لا تفتح فمها لا يوقعها الصيّاد بصنّارته .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الملكة بلقيس

ما بال الخادم أسعد مني في حياته؟ وهو لا يملك شيئا ؟!؟!