أسد الحمير
في الزّمن الغابر وفي إحدى الغابات الكبيرة عاش قطيع من الأسود ، و كانت الأسودُ تفترس ضعاف الحيوانات تقتات عليها وصادف أن حماراً صغيرا وقع فريسة سهلة للأسود وهمّ أحدهم بتقطيع لحمه الطريّ وافتراسه ، غير أنٌ أحد الأسود و كان أحكمهم و أكثرهم حيلة و دهاءا وخبرة في تدابير الحياة و السّياسة .. اقترح عليهم
بأن يتركوه يعيش بينهم ويربّونه لحكمة في نفسه لا يعرفها سواه فأكرموه و أصبحوا يقدّمون له الطّعام والأعشاب الطّريّة حتى وصل سنّ الشباب وتربّى بينهم جحشا مُطيعا لا يعصي لهم أمرا ... ثمّ أشار عليهم الأسد صاحب الحيلة أن ينصّبوه زعيما على قطيع الحمير الذي كان يجاورهم في الغابة فكان ملكهم و أسدا عليهم لكنّه بقي حمارا في جماعة الأسود ...
وكان كلّ ما خالف أوامره حمار أو اعترض على حكمه و على طاعته سلّمه الأسود يقتصّون له منه لكونه كان جحشا مدلّلا في قطيعهم ، يوفّرون له الأمان و يضمنون له سيادته على قطيع الحمير بدعمهم المتواصل له ... وحققت الأسود مطمعها في الصّيد دون أيّ جهد أو عناء و صار زعيم الأحمرة يسلّم أبناء عمومته للأسود دون أن تطلب منه ذلك ، فقط ليحمي نفسه و يضمن استقرار مملكة الحمير .. هكذا يُصنع العملاء و المرتزقة خونة الأوطان ..
تعليقات